الأحد، 4 يناير 2009

هلاّ خَرَستُم

شهور مضت وغزة تحت الحصار , والجيران والأشقاء والعالم أدى دور المشاهد المثالي فهو لم يتدخل في سياق هذه المسرحية ولا المخرج والمؤلف سمح له بالتدخل . فكان يضحك إذا أمره المخرج وتدمع عيونه إذا شاء المؤلف.

لقد أدّوا الدور على أكمل وجه .

ثم يأتي الفصل الأخير والذي كان متوقعا جدا وخصوصا بعد صمود أهل غزة تحت الحصار وضد الجوع والبرد.

وهنا جاء دور المشاهدين للتحرك

فهاجت الصالة وماجت وعلا الصراخ والعويل على الدماء التي تسقي الأرض

منهم من صرخ لأنه يخاف منظر الدم , ومنهم من صرخ من هول المنظر لكن القليلين صرخوا لأن أخاهم يُظلم لأن جارهم يذبح بلا ذنبٍ سوى أنه أبى أن يعيش بذلٍّ.

ثم جاء الأمر بالتعرّي , أمر المخرج أن نتعرى تماما, تعرينا ثم نادينا : أيها الأحمق متى كانت العين تكسر المخرز. أيها المجنون أتظن أن ألعابك ستدمر تلك الجيوش الجرارة.

نَسوا أو تناسوا أو أُريد لهم أن ينسوا بأن شعوب الدول التي تسمى عربية لم تكن أقوى من المستعمر حين أخرجته ذليلا من ديارها . ثم نسوا أو تناسوا مرة أخرى أن الدم رخيص جدا إذا وهب للأرض والوطن وأن أهلهم من قديم الزمان لما قاموا ضد المستعمر كما قام أهل غزة اليوم ليس كرها للذل والظلم فقط إنما حتى يعيشوا هم أولئك المتناسون ليعيشوا بكرامة ويعيشوا أحرار, يبدو أنهم أيضا نسوا معنى الحرية والكرامة.

ثم حان موعد الخروج من المسرح. ولكن كيف وهم عُريان وسوءاتهم ظاهرة للشعوب خارج المسرح ؟..

ليس لهم سوى ماتبقى من أموال ألصقوها ببعضها لتستر ما فُضحوا به

ثم نادوا في الناس أننا ما سكتنا تبرعنا ومازلنا فتبرعوا معنا وما سترت . ولن تستر....

نقد على هامش المسرحية:

أيها السادة يبدو أن معظمنا نسي أن فلسطين محتلة وان المعركة بين أهل غزة واسرائيل هي معركة بين محتل وأصحاب أرض.

فالوقوف على الحياد هو وقوف خنوع وهو فعل منكر فاحذروا.

أما الصراخ والهياج الذي تناديتم به بين بعضكم فإنما كان زوبعة في فنجان فقد رميتم حملكم على مجلس الأمن وأنتم تعرفون أن هناك من يرفع الحمل عن كاهلكم وأن هناك لكم حبيب يستعمل الفيتو دائما عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

تفاخرتم بتبرعاتكم وأموال ترسلوها إلى أهلنا في غزة ونسيتم أنهم وصلوا إلى ما هم فيه لأنهم رفضوا الذّل فلا تتبعوا صدقاتكم منَّة تفقدها طيبتها وحسنها لكنكم فعلتم وتفاخرتم وتباهيتم بما تصدقتم... وإنما كانت صدقاتكم كما ذكرنا لستر عوراتكم المكشوفة . كل هذا متوقع منكم فذّلكم وخنوعكم ليس بالأمر الجديد.

وأنا أطلبها منكم باسم الكثيرين من الشعوب " قولوها صراحة أفضل من عملية استهبالكم لنا " بذلك نعرف من معنا ومن علينا .

الأكثر قهرا من ذلك كله أن يطبل بعض الناس لانجازاتكم الغرّاء وتبرعاتكم المغموسة بالذل ويتفاخروا بها ... ونسوا أن حق أهل غزة وحق فلسطين أكبر من أموالكم مجموعة ومضروبة بألف ألف مرة.

ونسوا أن دم شهيد واحد سقى أرض وطنه أشرف منهم جميعا.

ونسوا أن أهل فلسطين أبوا الذل من الغريب فلن يقبلوه من القريب

أبوا إلا الموت كبارا وأشرافا فلا تقتلوهم ذلا .

ونسوا قول الشاعر :

لا يسلم الشرف الرفيع من الردى ........... حتى يراق على جوانبه الدم

أو عفوكم لم ينسوه إنما جعلوا الشرف فقط بين أرجل نسائهم.

فصولوا وجولوا في شرفكم واتركوا أهل فلسطين يحمون ما تبقى من شرفنا


 

هناك 3 تعليقات:

  1. عزيزي سام
    ماذا تنفعُ مخاطبة الحجارة الصمّاء؟! أليسَ ركلها بالأقدام أنفع وأجلّ؟! فليفعلْ من استطاعَ إلى ذلك سبيلا!
    تحيّتي.

    ردحذف
  2. للأسف الشعوب تفعل ما تستطيع إليه سبيلاً و تجلد نفسها حتى.. و لكن هناك ظروف و حواجز أقوى منها


    تحياتي

    ردحذف
  3. عزيزي سيمون هذه الحجارة من فوقنا وللأسف
    فالمطلوب أن نجعلها تنطق او فلنزحها عن صدورنا

    ياسين
    أنا مثلك أنتظر اليوم الذي ستستيقظ به الشعوب

    ردحذف