الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

جولاننا

قد لا نكون في المقام الذي يحق لنا فيه التحدث عن الجولان فنحن كشباب لم نقدم للجولان شيئا سوى بعض كلمات نخطها بين الحين والآخر

لكنك ما إن تسأل أي سوريّ عن الجولان فانك تشعر بغصة في حلقه

ومرارة تلاحظها أكثر إن كان السؤال لأحد أولئك الذين تربوا فيه وعاشوا فيه ثم هجِّروا منه فأنصت له عندئذ يتكلم عن جمال الجولان وطيب أرضها ودفئ ترابها

أنصت للحنين الصارخ بين حروفه عندما يحدثك عن خبز التنور التي كانت أمه تصنعه

أنصت لرائحة التفاح عندما يحدثك عن مواسم التفاح عندما يحدثك عن شيطنته بالقفز بين الأشجار عن نزوله إلى وادي خالد أو وادي الموت كما يسميه البعض . عن مياه طبريا وأسماك طبريا

عن رحلاته بين فلسطين والشام عن زيارته للقدس .

حسنا دع عنك هذا كله وقف لحظات متابعا عروسا تزف من الأراضي المحررة إلى الجولان المحتل .

تابع جيدا بقلبك لتعرف الحزن الذي يعتصر قلوب السوريين جميعا في دمعة تلك العروس

قد يختلف السوريون على نقاط كثيرة ويتجادلون أكثر لكن عندما تذكر الجولان فالكل متفق على أنها فلذة من كبد السوريين

قطعة من أمهم سوريا جزء لن يتنازلوا عنه, أرض رواها من قبل شهدائهم وسيروونها هم إن اضطر الأمر لذلك.

رغم كل هذا فنحن كسوريين مقصرون بحقها إلا النذر اليسير منا.

هذا العام قامت الحكومة السورية بشراء موسم التفاح من الجولان وهو خبر مفرح فهذا أفضل من أن يتحكم بهم تجار إسرائيل وأرجو أن يمتد ذلك لكل المنتجات وكل المواسم فلهم حق كبير علينا ودين من الصعب إيفائه. فحفاظهم على هويتهم السورية وتحملهم الويلات من اجل ذلك لهو أمر ليس بالهين في ظل دولة مستعمِرة أقل ما يقال عنها أنها عنصرية لحد الجنون.

دعونا لا ننسى أيضا الأحرار المسجونين في سجون إسرائيل. ليس لهم ذنب إلا أنهم قالوا كلمتهم في وجه الغاصب المحتل

لهم منا السلام ولأرض الجولان أيضا عسى أن يكون هذا عامها الأخير بعيدة عنا.

هناك 5 تعليقات:

  1. مذ كنّا صغاراً كانَ الجولانُ قبلةَ صلاتنا وحديثنا عن تربةٍ سوريّة مغتصَبَة منتهكة...
    وها أنتَ يا صديقي تُعيدُ إلينا صورتَه بيراعتك الفتيّة الطريّة، فليتَ من يستجيب!
    مع التحيّة.

    ردحذف
  2. تحية لمرورك صديقي سيمون

    ردحذف
  3. تحيتي لك بحجم ما نعانيه حيث نحن في سبيل أن نكون على الثرى الذي نحب

    ردحذف