الأحد، 30 نوفمبر 2008

الاختلاف والخلاف

أثار انتباهي ما قرأته اليوم في مدونة صديقة عن الخلاف الذي برز بين الحكومة الاسبانية ومجمع الأساقفة فيها .. طبعا أنا لا ألمُّ بالحياة السياسية أو الاجتماعية هناك إنما حاولت إسقاط الحاصل على أي مجتمع من مجتمعاتنا في الدول العربية .

صعب أن أصدق أنه وفي الوقت الحاضر على الأقل أن تسمح أي حكومة بإقامة قداس أو احتفال صغير يقيمه أنصار رمز سياسي ما عندما يكون هذا الرمز من ألد أعداء الحكومة الحالية وحتى القسم الأكبر من الشعب.. رغم عدم رضا الحكومة الاسبانية عن ذلك إلا أنها لم تمنع إقامة القداس.

يبدو أننا في مجتمعاتنا العربية نحتاج لوقت ليس بالقليل حتى تستطيع شعوبنا أو حتى يستطيع الفرد العادي "ولنبدأ من أسفل الهرم " تقبل الآخر كما هو , باختلافه وبكونه ليس نسخة طبق الأصل عما أريده أن يكون. أن نكون مختلفين لا يعني بالضرورة أن نكون على خلاف . فلا يحيي الكون إلا الاختلاف الحاصل فيه . اختلاف الليل والنهار . الصيف والشتاء . الأنثى والذكر . كلها اختلافات إن أدى كل منها دوره عمر الكون لكن العكس يؤدي للعكس .الاختلاف غنى وثروة إذا استطعنا استثماره بالشكل المطلوب , وهو في ذات الوقت كارثة كبرى عندما نسيء فهمه واستعماله .

تقبل الآخر هو كعدوى سوف تنتقل من طبقة إلى أخرى لتصل أخيرا إلى رأس الهرم في مجتمعاتنا . لا تطلب ممن هو في الأعلى تقبل الأخر إذا كنت أنت لا تستطيع تقبل المختلف عنك . ابدأ بنفسك وتقبل غيرك رأيه لا يعجبك ؟؟ معتقده مختلف عن لمعتقدك ؟؟؟ هذا كله لا يمنع أن تتقبله لأنه أخوك لأنه جارك ..لأنكما مشتركان في المواطنة ...لأنكما مشتركان بالكوكب نفسه ...لأنكما بالأصل من تراب وستعودان إلى التراب .

ما أروع أن نكون مختلفين ... وما أبشع أن نكون على خلاف .


 

هناك تعليق واحد:

  1. لا مهرب ولا بديل من احياء روح التسامح وتجنب الاحقاد والضغائن
    تطبيق الديمقراطية في مجتمع متنوع يفتقر لادب الاختلاف خطر جسيم وخطا فضيع

    ردحذف