السبت، 19 مارس 2011

رسالة مفتوحة لأجل سوريا



إلى أبناء وطننا السوري, أخوتنا في الوطن و الوطنية بغض النظر عن أي اختلافات أو خلافات أخرى أياً كان نوعها..

في هذه الساعات الحزينة و المؤلمة بعد تتالي أحداث عنف في نقاط عديدة من جغرافيتنا, و بعد سقوط ضحايا و سيلان الدم على أرض الوطن دون مبرر, اجتمعنا, نحن مجموعة من المدوّنين و كتّاب اﻻنترنت السوريين من مختلف التوجهات الفكرية و السياسية, على مناداة إخوتنا في الوطن و الوطنية للعمل معاً كي نتجنّب المزيد من الدماء و الضحايا و الدموع و الوقوف جميعاً تحت سقف الوطن و الوطنية الجامعة بلا استثناء أو تمييز. و نودّ أن نستغل هذا النداء لنقدّم أحرّ التعازي لعائلات الضحايا و أصدقائهم و لنعبّر عن أملنا بألا نحتاج للتعزية بغيرهم في هكذا ظرف بعد اليوم.

نضع جانباً خلافاتنا و اختلافاتنا الفكرية و الإيديولوجيّة و السياسية لنجمع على موقفٍ إنساني و وطني, نرى فيه واجبنا تجاه هذا البلد الذي يحبنا و نحب, يجتمع حوله الأخوة في الوطن و الوطنية دون استثناء أو تمييز من أي نوع, و لذلك ندعو لنبذ لغة التشكيك بالآخر و وطنيته و نرفض لهجات التخوين و اتهامات العمالة و كل أشكال التحقير و اﻻزدراء و كل توجهات الإلغاء و الإقصاء و ننادي ﻻحترام وجود الآخر المختلف و حقّه في التعبير دون انتقاص منه و دون أن يعني ذلك عدم اﻻتفاق على حب الوطن و البحث عن مصلحته العليا و خيره الدائم.

إننا ندعو القوى الوطنية و الفعاليات اﻻجتماعية و مختلف فئات الشعب السوري العظيم إلى اتخاذ موقف تاريخي ﻷجل تحصين الوطن و تقوية كيانه و ترسيخ أسسه و بناء منصة اﻻنطلاق نحو المستقبل المشرق و العادل و الخيّر لبلادنا و أهلها. و لأجل ذلك ندعو للحوار الصادق و البنّاء و الهادئ في المجتمع السوري, و لتحقيق ذلك نطلب ضمان حرية التعبير و التظاهر السلمي دون كبت أو قمع, و دون أي تخريب في الممتلكات العامة و الخاصة أو مخاطرة بالأرواح و النفوس. إننا نرى في ذلك طريقاً أكيداً نحو الغد الأفضل و نتمنى لو نسير فيه جميعاً بخطى ثابتة و دون تباطؤ.

إننا ننادي للاستماع للمطالب المشروعة لفئات الشعب السوري, و خصوصاً الشباب, و ندعو الجميع للتصدي لكل محاولات التفرقة أو الإقصاء و لكل ما يسيء لوحدة صف الشعب السوري من نعرات تعصبية و طائفية و عرقية.

نتمنى لوطننا السلام و السعادة و الازدهار و اﻻستقرار, و لذلك نناشد في هذه السطور البسيطة أبناء شعبنا للوقوف معاً متحابين و متضامنين و مركّزين على ما يجمع و متحاورين على ما ﻻ ضرر في اﻻختلاف عليه. فوطننا يستحق منا ذلك.. على الأقل

...

(هذا النص يُنشر بالتزامن في عدد من المدوّنات و المواقع السوريّة, إن كنت موافقاً على مضمونه ندعوك لنشره في مدونتك أو موقعك أيضاً)

الخميس، 17 مارس 2011

سحر



مازال سحر العين يغويني
وشلال الشَّعر يناديني
مازال صمت ابتسامتك
على أطراف الدنيا يرميني
وأنا تقتلني الحيرة
...أخاف عليك جنوني
أخاف شوق اصابعي اليك
اخاف شهوة عيوني
فدعيني بعيدا عنك..لا تدنيني
واتركيني أصارع بعدك حنيني

الجمعة، 27 مارس 2009

دمشق

نادى قاسيون فلبيت

دون أن أدري النداء

صحوت من شرودي

على سفحه أبغي له ارتقاءَ

فناظرت دمشق منه ضاحكةً

علتها الشمس فزادت ضياءَ

فتحت ذراعيَّ أضمها بينهما

يا حبيبة إني اشتقت اللقاء

خلقها الله في البدء عروساً

فكانت للزمان ابتداءَ

أحاطها غوطةً... بهيةً

جنةٌ في الأرض... غنّاءَ

يسري بها بردى ليحييها

فإن ذُكرتْ ... ذُكِرا سواءَ

ويتغلغل فيها فيُحيلُها

كفَّ بدويةٍ خُضِّبَت حِنّاءَ

يعرف ياسمين الشام فضلَه

تراه يهديه عطره ثناءَ

والصفصاف المنثور على ضفافه

مالت غصونه فلامسته حياءَ

جبالها حرّاسٌ على مداخلها

شواهقُ علَّمتنا الإباءَ

توّسّطهم قاسيون فكأنه

فارسٌ ضمَّ لصدره حسناءَ

وأنا أقف حيث ملوكها الأوائل

أقسموا لتربها الولاءَ

ورهبانها في طريق حجّهم

صلُّوا هنا وأجزلوا الدّعاءَ

وصوفيُّوها تحلَّقوا للذكر

وجاهروا ابتهالا ورجاءَ

أبعدَ هذا يبقى بي سقمٌ

إنَّ دمشق تنسينا العناءَ

فيا من هدّكم الهمُّ تعالوا

في قاسيون لكم الدواءَ

وياربِّ احفظ دمشق

وليجرِ بردى خيِّراً معطاءَ

وأبعد عن أهلها كلَّ سوءٍ

ومن زارها يوماً أو أحبها

وبدِّلْ همَّهمْ ربي .. هناءَ

الجمعة، 27 فبراير 2009

اتصال منها

ها قد أتى اتصالك المنتظرُ

يُخمدُ ناراً في الصّدرِ تَستَعرُ

يُنبئني أنَّ طيفي قد مرّ بك

وأنني لديك مُقرَّبٌ مُؤْثََرُ

فرحتُ لما وعدتني باتصالٍ

وفرحتي بوفائه أجلُّ وأكبرُ

همستِ بحنانٍ: أهذا أنتَ؟

فديته روحي صوتُكِ المعطَّرُ

إنّه أنا يا صديقتي وهل

تبقَّى في الأرض غيرنا بشرُ

فضحكتِ ... كالشّمس تبتسم

لو قبّل خدها الفجر

ناديتني باسمي يا حظي به

صِرتُ أحبُّ اسمي لو يذكرُ

لكم تمنيت لو اطلنا حديثنا

دهراً يمضي ... وخلفه دهرُ

فهلاّ علّمتِ النساءَ يا سيدتي

كيف الجمال في الصوتِ يُختَصرُ

وكيف الكلام يُخجِلُ الكلام

وكيف الضياء في الحرف يبحرُ

وعلميني بعد صوتك ما أفعلُ

أيكون لي على الصّبرِ صبرُ

وهاتفي المسكين حُمَّ شوقا

وللعشّاقِ في بلوائهم عذرُ

كيف أهدِّئُه وقد جنَّ بك

ومازال فيه من طيبك أثرُ.